ذكر العلامة بامخرمة رحمه الله في كتابه قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر ( 4 / 207 – 208 ) أن أهل اليمن كانوا يعتقدون عقيدة أهل الحديث على خلاف عقيدة الأشعرية.
وحين نبغ الإمام يحيى بن أبي الخير العمراني رحمه الله صاحب كتاب البيان في فقه الشافعية انتصر لمذهب أهل الحديث، وألف كتابه الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار، وحين ظهر من ابنه طاهر ميول للأشعرية على خلاف ما عليه والده، شق ذلك على الإمام يحيى العمراني، فهجر ولده طاهرا هجرا شاقا، وكان ذلك سنة 554 هجرية، فلم يطلق ابنه طاهر هجر أبيه ولا هجر الفقهاء، وعلم أن لا زوال لذلك إلا إظهار التوبة والتبري مما كان أظهره، فلم يزل يتلطف على والده بإرسال من يقبل الشيخ منه، فقال الشيخ للرسول: لا أقبل منه حتى يطلع على المنبر بمحضر الفقهاء، ويعرض عليهم عقيدته، ويتبرأ مما سواها، فأجاب إلى ذلك، وحضر في يوم الجمعة الجامع، وصعد المنبر، وكان فصيحا مصقعا، فخطب وذكر عقيدته التي الفقهاء متفقون عليها، وتبرأ مما سواها، فحين فرغ من ذلك .. التفت الشيخ إلى الفقهاء وهم حوله وقال: هل أنكر الإخوان من كلامه شيئا ؟ قالوا: لا.
والذي غير عقيدة أهل اليمن إلى الأشعرية هو الشيخ الصالح سالم بن علي الأبيني.
وحتى يتنفر الناس من عقيدة أهل الحديث ينسبونها للحنابلة، لا بل ينسبونها لمتأخرة الحنابلة حتى يتسنى لهم القول بأن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله لا يقول بتلك العقيدة، ثم بعد ذلك يسمون من يقول بتلك العقيدة حشوية ومشبهة ومجسمة !!